الخميس، 1 مارس 2012

فراتٌ صار أجاجا



تبدلت الكلمات

حروفها الشوهاء وقفت
مقلوبة على رؤوسها
تحكي حكي الفرات الذي
صار أجاجاً

صِبْية تصطرخ على مقاعد مجد كاذب
صدور خالية من يقين سوى
ما استوت عليه أنا الجموح


"المجدُ للثورة"
                                     هل تصنع الثورة نفسها؟


أم صنعتموها بالصراخ؟ وماذا
لو استحال نصرها مقتلة
تدمي القلوب آجالاً
كما سحقت مدائن الورد
بفعل الغاشمين؟

أأنتم أنجحتموها؟
أم نحن المنجحون؟

ليس التاريخ صراعاً
بين الملاك والعاملين
بين الذكر والأنثى
بين الدين والدين

التاريخ اعتصار الشباب للشيوخ
ووأدُ الشيوخِ
للشباب الجامحين.

28 يوليو 2011

الثلاثاء، 28 فبراير 2012

عند العارف ابن الفارض

كنت معتقدا لسيدي عمر بن الفارض الشاعر الصوفي الكبير رضي الله عنه دون تعلق كبير، لأنني شربت من معين مكتوبات الإمام السرهندي التي توجد في القلب سداً أمام مقالات أهل الوحدة، ومر على دخولي طريق التصوف نحو خمسة عشر عاماً لم أزره فيها رغم أن مقامه قريب بسفح المقطم.

 ثم أرادنا رضي الله عنه عنده فحدث أنني كنت نازلا من عند شيخي ووقفت أنتظر تاكسيا لأن سيارتي لم تكن معي في ذلك اليوم. فوقفت في الشارع أنتظر ووضعت حقيبتي وفيها الحاسب المحمول على أحد السيارات الواقفة أمام بنك القاهرة بشارع بورسعيد ثم جاء التاكسي  ونسيت الحقيبة وركبت، ثم وصلت البيت وتذكرت أمر الحقيبة فرجعت إلى المكان مرة أخرى وأنا في غاية التوتر والخشية أن يضيع الجهاز بما عليه من ملفات وصور مخطوطات. وذهبت لقسم السيادة زينب وعملت محضراً بضياع الشنطة لعله أحداً يهتدي إليها ويعيدها.

 وفي اليوم التالي فوجئت برسالة على المحمول من إحدى  الخريجات تخبرني بأن بعض الناس وجدوا الحقيبة وسألوها عمن يملكها حيث وجدوا رقم هاتفها على الكشكول الذي كان داخل الحقيبة. فاتصلتُ بالسيدة التي وجدت الحقيبة على الفور، فإذا بهم جيران لابن الفارض قدس الله سره فانتهزت الفرصة وسرت من عند بيت الناس الذين عثروا على الحقيبة إلى مقامه ثم دخلت لصلاة الظهر ثم جلست أمامه للزيارة وبدأت بقرآة سورة ياسين وإذا بروحانية عجيبة تعتريني فلا أستطيع أن أغادر المكان بعد قراءة السورة فدخلت في ذكر آخر وظللت مشدودا لمقامه الشريف لا أستطيع أن أقوم نصف ساعة كاملة ومرافقي ينتظرني في السيارة وما كان في حسباني أن أبقى عنده أكثر من عشر دقائق. وحاولت أن أحافظ على تحشمي بصعوبة فقد تواجدت تواجداً عجيبا وبلا انقطاع وبلا أي تعمد،  فياله من مقام كريم.

لولا الهوى لم ترق دمعاً على طلل
ولا أرِقتَ لذكر البان والعلم

وفي هذا اليوم وصلت لمقام إخوة سيدنا يوسف عليه يوسف وهو مهجور في سفح جبل المقطم.

هذا سفرنا في النفس وصولا للقلب وهو السفر الحقيقي، وسفرنا في الأرض لمقامات الأولياء هو سفر في الأفق، وسير الأفق هو الظاهر وسير النفس هو الباطن والمقصود. ولا أشعر بهذا الشعور إلا إذا زرت أقطاب الريف كالسيد سليم المسلمي في الشرقية والسيد محمد بن الفضل بن العباس بن عبد المطلب في مدينة الشهداء بالمنوفية، فعند وصولي لمقاماتهم أشعر أنني وصلت لقلبي، لأن طول الطريق يحدث تزكية بالتعب لأنه نوع من الجهاد والسياحة في الأرض وقطع العلاق بما فيها علاقة هذا الحاسوب!!