العهد رقم 62
أخذ علينا العهود أن نتصدق كل يوم بما أمكن ولو رغيفا أو فلسا أو ثمرة أو بصلة لكي لا ينزل علينا بلاء في ذلك النهار إن شاء الله تعالى فإن رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول "باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها" (متفق عليه) انتهى
فمن لم يتصدق كل يوم وأصابه بلاء فلا يلومن إلا نفسه لأن شرط الصدقة الدافعة لشيء أن تكون مُشاكِلةً له في العادة كِبَراً أو صِغَراً، ولا يعرف ذلك إلا من نور الله قلبه، فالتهمةُ بسرقة مال له جِرمٌ، والتهمة بفساد إمرأة أو جارية مثلا لا يكفي فيه مثلُ نصف أي نصف دينار غالباً) ولا ثوبٌ خلق ونحوهما، وإنما يشاكله نحوُ ستين رغيفا للمساكين أو الكلاب، وقس على ذلك. والله أعلم.
العهد رقم 64
أخذ علينا العهود أن نبدأ في اصطناع المعروف بالأمور التي تدوم ويتوالد منها الأجر،، كحفر الآبار وإعانة من يتزوج، ليكون لنا إن شاء الله أجر جميع ما يتولد من ذلك المعروف من الماء المتفجر من العين، ومن الأعمال الصالحة التي تكون للذرية إن شاء الله.
وأما السيئة فليس علينا إن شاء الله تعالى منها إثم، كما لا إثم على أبينا آدم عليه السلام من جهة ذريته فافهم.
ثم اعلم يا أخي أن الإعانة على النكاح أفضل من الإعانة في فك الرقاب، لأن النكاح أفضل نوافل الخيرات، إذ هو السبب لإيجاد المجاهد وغير المجاهد، فلولا النكاح ما وجد أحد من الخلق، ومعلوم أن الأجر يعظم بعظم السبب فاعلم ذلك.
واحذر يا أخي أن تخرج من الدنيا وعندك ألف دينا وأكثر ولم تحفر بئرا ولم تزوج فقيرا ولم تكسُ يتيما ولم توف عن معسر دَينا، ولم تدخل على جار سرورا فإن ذلك هو الخسران المبين وكأنك ولم تدخل الدنيا.
وسمعت شيخنا رضي الله عنه يقول: إن لم يبك على موت صاحب العشرة آلاف دينار مثلا مئة نفس من المعارف والجيران ومن كان يعولهم فمآل زاده إلى النار، فكل صاحب مائة دينار عليه نفقة فقير كل يوم زيادة على عياله، إذا لزم القناعة، ولزوم القناعة أن يأكل يوما بعد يوم أو أكلة واحدة في كل يوم وليلة، فمن أكل مرتين لا يسمى قانعاً.
العهد 122
أخذ علينا العهود أن لا نمكن أحدا ممن صحبنا أو صحبناه أن يتهاون في تعاطي أسباب الدنيا إذا قوي يقينه بالله عز وجل [بمعنى ألا يترك الشيخ صاحبه يتهاون في تعاطي أسباب الدنيا لأن الصاحب قد قوي يقينه وعلم أن رزقه مقدر له وسيأتيه سعى أم لم يسع] بل يأخذ في الأسباب ليلا ونهارا
...
العهد 123
أخذ علينا العهد بتزويج البكر إذا بلغت
...
وسمعت أخي أفضل الدين يقول لبعض الإخوان: عجل بتزويج بنتك ما استطعت ولا تقيد تزويجها على أحد معين ولا بنظام فيه تعنت فتنفر نفوس الناس عنها ثم تقع بعد ذلك في أخبث الناس حالا. وارفق بكل من يطلبها ولا تحتقر صناعته ولا رثاثة حاله.
العهد 124
أخذ علينا العهود ألا نمكن أحدا من إخواننا يشهد على ابنته أن ما عندها من جهازها ملك لوالدتها أو والدها أو خالتها بقصد حرمان الزوج مما أحله الله له فإن ذلك حرام ونفاق وعلامة على سوء الاعتقاد والبخل وطول الأمل الذي ما فوقه بخل. ثم إنه لا يبارك لك يا أخي فيه ومن شك في ذلك فليجرب والله أعلم
125
أخذ علينا العهد ألا نكلف الرجل ما لا يطيق إذا تزوج بنتا لنا أو أختا وذلك كأن نقدر عليه نفقة معينة أو كسوة معينة زائدة على حال الزمان الذي نحن فيه، ولتحذر الأم من التعنت على الزوج في فعل مصطلح الناس الذي اندرس حكمه باندراس الأسباب وموت الدنيا وذلك كأن تشترط عليه ألا يتدخل بنتها عليه إلا بطبخ الأطعمة الفاخرة والمغاني أو ألا يتزوجها إلا بمهر أمها فإن الأمر رجع إلى القهقرى قهرا والله غني حميد
ملحوظة: في كلام الإمام إشارة إلى حدوث تدهور اقتصادي في مصر بعد دخول
العثمانيين.
العهد137
أخذ علينا العهود أن لا نشدد في إزالة المنكر إلا إذا كان ذلك المنكر يهدم الدين ... كأخذ أموال الناس بغير حق وكالمراودة لزوجة أحد عن نفسها وكالغصب وقطع الطريق ونحو ذلك، أما مثل آلات اللهو المختلف في تحريمها بين المذاهب كالطبل والمزمار وسماع آلات الطرب واللهو والاجتماع في مواضع التنزهات فلا يهدم الدين شيء من ذلك، وكذلك موالد الأولياء كمولد سيدي أحمد البدوي وسيدي إبراهيم الدسوقي وغيرهما... واعلم يا أخي أن مصالح الموالد والمفترجات أكثر من مفاسدها بيقين من تنفيق سلع البياعين ونحو ذلك والله غفور رحيم. انتهى بتصرف يسير
تعليق: هذا العهد مهم في تبيين منهج السادة الصوفية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واختلافه عن منهج الوهابية السلفيين. كما أنه ينظر للموالد من ناحية اقتصادية لما يجري بسببها من رواج اقتصادي في البلد التي تحوي المولد أو لمن أتى .لتلك البلد لتجارة سلعة ينفق بها على بيته وعياله. ولو أحسنت الدولة استغلال الموالد في السياحة الدينية وتحويلها إلى مواسم ثقافية خاصة للثقافة الإسلامية أو الشعبية البريئة وكذا إلى مواسم للتجارة والمعارض لعادت بخير كثير. والعجيب أن محمد رشيد رضا كتب مقالا سمى فيه الموالد بالمعارض.
العهد 122
أخذ علينا العهود أن لا نمكن أحدا ممن صحبنا أو صحبناه أن يتهاون في تعاطي أسباب الدنيا إذا قوي يقينه بالله عز وجل [بمعنى ألا يترك الشيخ صاحبه يتهاون في تعاطي أسباب الدنيا لأن الصاحب قد قوي يقينه وعلم أن رزقه مقدر له وسيأتيه سعى أم لم يسع] بل يأخذ في الأسباب ليلا ونهارا
...
العهد 123
أخذ علينا العهد بتزويج البكر إذا بلغت
...
وسمعت أخي أفضل الدين يقول لبعض الإخوان: عجل بتزويج بنتك ما استطعت ولا تقيد تزويجها على أحد معين ولا بنظام فيه تعنت فتنفر نفوس الناس عنها ثم تقع بعد ذلك في أخبث الناس حالا. وارفق بكل من يطلبها ولا تحتقر صناعته ولا رثاثة حاله.
العهد 124
أخذ علينا العهود ألا نمكن أحدا من إخواننا يشهد على ابنته أن ما عندها من جهازها ملك لوالدتها أو والدها أو خالتها بقصد حرمان الزوج مما أحله الله له فإن ذلك حرام ونفاق وعلامة على سوء الاعتقاد والبخل وطول الأمل الذي ما فوقه بخل. ثم إنه لا يبارك لك يا أخي فيه ومن شك في ذلك فليجرب والله أعلم
125
أخذ علينا العهد ألا نكلف الرجل ما لا يطيق إذا تزوج بنتا لنا أو أختا وذلك كأن نقدر عليه نفقة معينة أو كسوة معينة زائدة على حال الزمان الذي نحن فيه، ولتحذر الأم من التعنت على الزوج في فعل مصطلح الناس الذي اندرس حكمه باندراس الأسباب وموت الدنيا وذلك كأن تشترط عليه ألا يتدخل بنتها عليه إلا بطبخ الأطعمة الفاخرة والمغاني أو ألا يتزوجها إلا بمهر أمها فإن الأمر رجع إلى القهقرى قهرا والله غني حميد
ملحوظة: في كلام الإمام إشارة إلى حدوث تدهور اقتصادي في مصر بعد دخول
العثمانيين.
العهد137
أخذ علينا العهود أن لا نشدد في إزالة المنكر إلا إذا كان ذلك المنكر يهدم الدين ... كأخذ أموال الناس بغير حق وكالمراودة لزوجة أحد عن نفسها وكالغصب وقطع الطريق ونحو ذلك، أما مثل آلات اللهو المختلف في تحريمها بين المذاهب كالطبل والمزمار وسماع آلات الطرب واللهو والاجتماع في مواضع التنزهات فلا يهدم الدين شيء من ذلك، وكذلك موالد الأولياء كمولد سيدي أحمد البدوي وسيدي إبراهيم الدسوقي وغيرهما... واعلم يا أخي أن مصالح الموالد والمفترجات أكثر من مفاسدها بيقين من تنفيق سلع البياعين ونحو ذلك والله غفور رحيم. انتهى بتصرف يسير
تعليق: هذا العهد مهم في تبيين منهج السادة الصوفية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واختلافه عن منهج الوهابية السلفيين. كما أنه ينظر للموالد من ناحية اقتصادية لما يجري بسببها من رواج اقتصادي في البلد التي تحوي المولد أو لمن أتى .لتلك البلد لتجارة سلعة ينفق بها على بيته وعياله. ولو أحسنت الدولة استغلال الموالد في السياحة الدينية وتحويلها إلى مواسم ثقافية خاصة للثقافة الإسلامية أو الشعبية البريئة وكذا إلى مواسم للتجارة والمعارض لعادت بخير كثير. والعجيب أن محمد رشيد رضا كتب مقالا سمى فيه الموالد بالمعارض.
انتهى من طبعة دار الكتب العلمية تحقيق محمد أديب الجادر بتصحيح يسير في لفظ
ملحوظة: هذه الرسالة ستجدد كلما سنح الوقت لجمع كل العهود ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي.