الاثنين، 5 ديسمبر 2011

أفكار أولية نحو حركة صوفية فاعلة في المجال السياسي:


أفكار أولية نحو حركة صوفية فاعلة في المجال السياسي:

- إن  التصوف الخالص المبثوث في كتاب الشيوخ الأكابر المعتمدين لا كلام أصحاب الأهواء من أدعياء المشيخة المعاصرين هو النور الذي نسترشد به في هذا المسعى الشريف.

- والصوفية ليسوا شيئا غير الإسلام وأحكامه ولا يدعون إلا إلى ما يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

- والصوفية يؤمنون بوجوب بسط ظل شريعة الإسلام فوق جميع مناحي الحياة.

- ولا يجوز في دين الصوفية الاحتكام إلى القوانين الوضعية في وجود الشريعة الإسلامية الغراء التي ارتضاها لنا الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا نستبدل برضا الله ورضا رسوله الله عليه وسلم سخطا ودنيا ولا نستجلب بسخطهما ثناء أهل الدنيا وإعلامييها وصحفييها.

- والصوفية يجتمعون مع أي فريق أو جماعة إسلاميتين على هذه المبادئ ولا يحيدون عنها.

- - ونؤمن نحن الصوفية أن الأساس في التطبيق هو الدافع الفردي وأن بناء القلوب على حب الطاعة والإعراض عن المعاصي هو الأصل وأن العقوبات والحدود معينة على تحقيق هذا الغرض وليست منشئة له.

- ونؤمن كذلك أن وجود القوانين المنظمة لحياة الناس وانتظام عيشهم تحت ظل الشريعة أمر ضروري لصحة المجتمع وبقاء صبغته الإسلامية.


- ونؤمن أن درء الحدود بالشبهات مقصد شرعي أصيل وأن الأساس في المجتمع هو التراحم والمودة وأن النصيحة قبل الفضيحة، وأن المقصد من وجود العقوبات هو الردع لا نفس العقاب وأن وجود العقوبة في القانون عون للإنسان على نفسه، وأن العقوبة كما هي في أي قانون وسيلة لمنع تفاقم الجرائم والمخالفات.


- ونؤمن نحن الصوفية أن الدنيا مزرعة للآخرة وأن وجهتنا هي الله ورسوله.

- ونؤكد على إصلاح التصوف وتنظيم وجود الطرق الصوفية وألا يتسلط عليها الجهال.

- ونشدد على ضرورة تحصيل مشايخ الطرق للعلوم الشرعية والثقافة الإسلامية الضرورية التي تشمل المعرفة بالتاريخ الإسلامي وتاريخ التصوف فضلا عن تحصيل الضروري من علوم العقائد والفقه والتفسير والحديث.


- ونؤمن نحن الصوفية بالتعدد في إطار الوحدة والتنوع في إطار الثوابت.

-وأن طبيعة البشر تقتضي ألا يُقيدوا بمذهب أو رأي واحد وألا يُحملوا عليه.

- ونؤمن بحق كل إنسان في اتباع ما صح من المذاهب الفقهية بلا إنكار على المخالف.

- ونؤمن أن أحوال البشر واضطراراتهم قد تقتضي توسعاً في الأخذ عن جميع مذاهب أهل السنة المتواترة وغير المتواترة.

- ونؤمن بوحدة الثقافة المصرية وضرورة أن يكون التعليم معبرا عن ثقافة مصرية أصيلة ووسطية.

- ونرفض استنساخ نماذج توصف بأنها إسلامية تأتينا من دول وثقافات أخرى تصطدم بسماحة الإسلام ووسطيته.

- ولغير المسلمين من النصارى واليهود الحرية في ممارسة شعائر أديانهم والاحتكام إلى شرائعهم.

- وأنهم مواطنون كاملون لهم الحق في ممارسة العمل الوطني بكافة أشكاله.

- ونؤمن بأن التنمية المستدامة التي لا تنهك الطبيعة وتتصالح معها ولا تستنفد مورادها ولا تهدرها هي التعبير العصري عن زهد الصوفية من سلفنا الصالح.

- ونؤمن بأن الإنسان قلب وعقل وبدن، وأن بناء هذه الملكات جميعاً أمر لا يسع أي نظام إسلامي إهماله.

- ونؤمن بأن تحقيق البيئة النظيفة والصحية ضرورة لحياة الإنسان حياة صحية وهانئة.

- ونؤمن بأن للإنسان الحق في الترويح نفسه بما يتفق مع أقصى درجات الإباحة في الإسلام.

- ونؤكد على أهمية الاقتصاد الإنتاجي وضرورة إعلائه على الاقتصاد الاستهلاكي.

- ونؤمن بأن السياحة من حيث هي سياحة وتجوال في الأرض ونظر في آثار الأقدمين وفي بديع الصنع الإلهي والاستمتاع بزينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق أمر مباح وقد يكون مندوبا إذا صاحبته نية شرعية صحيحة.

- ونؤمن بتدوير المال وعدم كنزه حتى يؤدي وظيفته الاجتماعية.

- ونشدد على أهمية العمل الخيري وإحياء نظام الوقف.

- ونؤمن بالمبادرة الفردية في كافة مناحي الحياة وفي الاقتصاد ونؤمن كذلك بضرورة أن تضبط الدولة ميزان الدخول كي تتحقق العدالة الاجتماعية النسبية.

- ونؤمن بأن المرأة الفاعلة في مجتمعها خير من المرأة العاطلة عن الفعالية الاجتماعية.

- ونؤمن بدور الفنون والآداب في التعبير عن ذات الإنسان وإمتاعه.

محمد نصار

هناك تعليق واحد:

  1. هذا التصور كان محاولة لتحريك المياه الراكدة لا أكثر وليس مدروساً دراسة كافية وقد كتبته لما علمت ببعض التحركات لعقد اجتماع في الأزهر يضم بعض الشباب المتصوف وبعض المشايخ الأزهريين لعله يفيدهم فيما هم بصدده.

    وبالنسبة للعلاقة مع التيارات الإسلامية، فأنا أفهم كلمة إسلامية هنا كما فهمها صاحب مقالات الإسلاميين الإمام الأشعري لأنه من الصعب في فهمي أن تكون السلفية المعاصرة والإسلام شيئا واحداً. وعلى العموم تجدين هذه الجملة في كلامي: والصوفية يجتمعون مع أي فريق أو جماعة إسلاميتين على هذه المبادئ ولا يحيدون عنها.

    وبالنسبة للتيارات الأخرى دون تحديد لمدى ابتعاد هذه التيارات عن الإسلام كعقيدة فنقبلها في الإطار التعددي التنافسي على أنها موجودة وعلى أساس أن وجود البدعة مفيد في تبيين الصوب والوصول إليه، لأن كثيرا من الصواب لم يتوصل إليه إلا نتيجة لوجود الباطل، فعلم الكلام مثلاً لم يستقر على وضعه السني الأخير إلا بسبب وجود المعتزلة والمجسمة وغيرهما من الفرق. وفي الفقه كان انحراف المعتزلة عن العمل بصحيح السنة سبباً في تأصيل الإمام الشافعي لقواعد العمل بالسنة. فنحن نستفيد من نقد العلمايين لنا في تقويم تجربتنا، لأن الشريعة وإن كانت معصومة فتطبيقها نفسه غير معصوم.

    ردحذف