الاثنين، 5 ديسمبر 2011

حول مصطلح "الإسلاميين"


أرجو القراءة للنهاية:


الإخوان والسلفيون  وربما حزب الوسط وغيرهم يستخدمون مصطلح "الإسلاميين" ليشيروا إلى أنفسهم، ورغم الاختلاف البين بين هذه الفرق فهم جميعا يدّعون هذه الدعوى، ويستغلونها لتزكية أنفسهم عند الجمهور المسلم. وهذا المصطلح استخدمه الإمام أبو الحسن الأشعري ليكون عنوان كتابه مقالات الإسلاميين الذي ألفه قبل سنة 320 هجرية وضم فيه الخوارج والشيعة والمعتزلة وغيرهم من الفرق الإسلامية وحكى مقالاتهم. وعندما استخدم المصطلح لم يكن استخدامه له تزكية لأي فريق من هذا الفرق ولا ثناء عليه، بل نعتهم بذلك لأن كل فرقة كانت تعتقد أنها أصح نسبة للإسلام، دون أن يوافقهم على اعتقادهم. ومن المعلوم أن فريقا من الليبراليين (عمرو حمزاوي) يقبلون بالمرجعية الإسلامية (ولو للضرورة العملية أو لأنها مبنية على التوافق العام الذي هو ركن من أركان الليبرالية) ولا يسعون في التصادم مع نص المادة الثانية من الدستور ولا مع نص المادة الأولى. 
أما الجماعات التي تستخدم هذا المصطلح في هذه الأونة فكثيرة ولكن أخص منها أربعة: الإخوان، السلفيون، الجماعة، الوسط


وهنا أسئلة:
- لماذا تقصر تلك الجماعات استخدام المصطلح على نفسها؟ وهذا هو الأمر الهين.
-ثانياً لماذا تستغل بعض هذه الجماعات خطابا إقصائيا تجاه الآخر بخلاف مقصد الإمام الأشعري الحيادي؟
-لماذا تستغل بعض هذه الجماعات هذا المصطلح سبيلا لتزكية نفسها في عيون البسطاء والعوام مع أن مقصد الأشعري كان أنبل من هذا؟


الحقيقة هي أن أقل هذه الجماعات إقصاء للآخر هي الأكثر اتفاقا مع استخدام الإمام الأشعري للمصطلح. ولا شك أننا لو حاولنا التمييز بين هذه الجماعات فسنجد روح الجمع لا التفريق تغلب عند الوسط والإخوان وتتضاءل عند السلفيين والجماعة، وأن السلفيين هم الأسوأ من الجميع ورصيدهم في محاولة إخراج غيرهم من الإسلام أصلا رصيد أسود مجلل بالعار والشنار.

ولكن يعيب الإخوان في نظري ضيق مصادر التلقي عندهم واعتمادهم غالبا على كتابات شيوخ الجماعة دون غيرهم، وتزكية منهجهم وإعلائه على المناهج الأخرى وجعله مصفاة لجميع الآراء والمذاهب، فضلا عن أن اضطهادهم في العصور السابقة أوجد حالة من القبلية النسبية بين أفراد الجماعة تدمغهم بحزبية ضيقة بحيث تتقدم رابطة الجماعة على رابطة الإسلام ورابطة الوطن أحيانا رغم خطابهم المنفتح.

أما السلفية فيكفي أن تكتب اسم أي فرقة إسلامية غير السلفية ثم تدخل إلى المواقع السلفية لتقرأ عنها، وستجد هذه الفرق جميعها خارج نطاق الإسلام أو داخل نطاقه ولكنها فرق هالكة كلها. اكتب مثلاً الماتريدية التي انتسب لها الإمام النسفي صاحب التفسير ومعظم فقهاء مذهب أبي حنيفة والفاتحان العظيمان محمود الغزنوي ومحمد الفاتح وابحث على المواقع السلفية وافترض أنك ماتريدي العقيدة فستجد نفسك مرميا في قعر جهنم عند السلفيين. وقس على هذا كل الفرق الأخرى التي تناصبها السلفية العداء بلا هوادة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق